صوت المنبر
وسارعوا ...
إن أسعد لحظات الإنسان في الحياة الدنيا العيش في الحياة الطيبة مقتنع بما أتاه الله، تلك هي أمنية كل إنسان ومطلبه، ولن يتحقق ذلك إلا في رحاب الإيمان والعمل الصالح قال تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " إنه وعد الله بالسعادة في الدنيا والجزاء والنعيم في الآخرة ولن يخلف الله وعده، واعلم أن الأعمال الصالحة هي زاد العبد التي تحدد مصيره في الآخرة قال صلى الله عليه وسلم : " يتبع الميت ثلاثة : أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحداً ، يرجع أهله وماله ويبقى عمله " يرجع الأهل والأقربون، يرجع المال والبنون، ويبقي الكنز الحقيقي الذي يقودك إلى الجنة قال صلى الله عليه وسلم : " ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح " .
والمتأمل في واقع المسلمين يعود حزينا مجروح القلب لما يرى من بعد عن الدين وتفاقم سيء للأعمال وانتشارها، فيا حسرة عليك إن كنت في غفلة، يا حسرة عليك إن كنت من أتباع الشيطان، يا حسرة عليك إن غرتك الأماني واستهوتك الأغاني .
فبادر أخي إلى ربك قبل أن يبادرك الموت، وسارع إلى الطاعات قال صلى الله عليه وسلم : " بَادِرُوا بِالأعْمَال فتناً كقطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ ، يُصْبحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً ، وَيُمْسِي مُؤمِناً ويُصبحُ كَافِراً ، يَبيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنيا" فطوبى لعبد حبس نفسه عن الشهوات وعن دنيا الملذات وأقبل على الطاعات، وطوبى لمن بادر عمره القصير فعمر به دار المصير.
إذَا هَبَّتْ رِيَاحُك فَاغْتَنِمْهَـا فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سُكُـــــونُ
وَلَا تَغْفُلْ عَنْ الْإِحْسَانِ فِيهَا فَمَا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق